الصفحة الرئيسية المدونة كيفية الابتعاد عن التشتيت والانشغالات و المحافظة على التركيز

كيفية الابتعاد عن التشتيت والانشغالات و المحافظة على التركيز

28 مارس، 2020

التخلص من التشتيت و الملهيات

ما يجب إدراكه بداية عزيزي القارئ هو أن الملهيات عديدة جدا , والكثير منا مستسلم لها ولهذا الواقع , في حين أن مواقع التواصل التي جعلتك تقرأ هذا المقال باتت المصدر الأول لإضاعة الوقت , الأحاديث العابرة هي ملهيات , مكالمات هاتفية سريعة تعتبر لا تأثير لها لكنها في الحقيقة تعتبر من المشتتات والملهيات التي سوف تعيدك خطوة أو خطوات للوراء لاستعادة التركيز واتمام ماكنت تقوم به .

مهما كانت طبيعة الانسان ومهما كان ذو تركيز عالي فلا بد له أن يتعرض إلى بعض من الملهيات التي ذكرنا جزء منها , ويختلف تأثير هذه المشتتات والملهيات بحسب طبيعة الإنسان .

منهم من يستطيع السيطرة عليها ومنهم من يستسلم ويجعل الملهيات تتحكم به بشكل أو بآخر .

بالنظر للأمر من زاوية مختلفة مع استحضار قول العالم هربرت سيمون ” ثروة من المعلومات تسبب فقرا في الانتباه ” سوف ندرك أن هذه الانشغالات أو الملهيات قد تكون جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان .

يجب علينا إدراك واستيعاب أن خطورة الاستسلام للملهيات تكمن في تحوله لاسلوب حياة كامل , أو بأفضل الأحوال أخذه لحيز كبير من حياة الانسان , فيؤثر بدوره على التركيز فيصبح ضعيف وهذا مايقودنا الى ضعف في الأداء والانتاج بغض النظر عن طبيعة الانتاج سواء كان المتأثر عامل , طالب , مدير … الخ .

ومن أجل تفادي كل هذا عزيزي القارئ ومحاولة منا للحفاظ على تركيزك واستمراره بالأداء المطلوب ولجعل مستوى انتاجك يرتقي إلى أفضل حال ومساعدتك في الابتعاد عن المشتتات والملهيات التي ربما تعيق نجاحك وسعيك إلى أهدافك .

قمنا بهذا المقال الصغير باهدائك بعض النصائح التي تساعدك بالحفاظ على تركيزك و التخلص من التشتيت و الملهيات و أسباب التسويف والمماطلة .

كيفية الحفاظ على التركيز و التخلص من التشتيت و الملهيات :

1- تنظيم الوقت :

كي تتمكن من تنظيم الوقت بشكل أفضل يجب عليك أن تضع هدفا قابلا للتحقيق , وذلك لأنه عندما يكون لك هدف معين يجعلك ذلك تفكر في طرق تساعدك على التخطيط لوقتك بشكل أفضل وكذلك لأعمالك اجراءاتك ( بغض النظر عن طبيعتها ) لبلوغ ذلك الهدف .

قم باستراحات متقطعة :

حتى مع وجود الكثير من المهام التي يجب تنفيذها , من المهم إدراك أن الانسان بحاجة إلى وقت استراحة .

وعادة ماتكون فترة الراحة بضع دقائق , تستطيع القيام بها بأي شيء بعيدا عن العمل الذي كنت تقوم بأداءه أو الدراسة في حال كنت طالب .

ضع قائمة بمهامك اليومية وحدد مواعيد لانهاء العمل الذي تقوم به والتزم بها :

عند تحديد هدفك أو أهدافك يمكنك التفكير في الاجراءات والاعمال التي يجب عليك القيام بها لبلوغ الأهداف التي تم وضعها .

سوف يرى البعض أن هذه الخطة تؤثر سلبا على الإنتاجية بسبب وجود عامل الضغط والتوتر .

ولكن في الحقيقة إن وجود مستوى مقبول من التوتر قد يعطي نتائج عكسية ومذهلة .

ويستحدث هذا النوع من التوتر من خلال وضع مواعيد نهائية لتسليم العمل أو إنهاء بعض المهام الملتزم بها .

وفي حال قمت بهذه الاستراتيجية ستتفاجأ بمدى التركيز والانتاجية التي تحققها في حال كنت تعمل ضمن إطار زمني محدد .

مثال على ذلك : عندما تخصص وقت منطقي لعمل يحتاج منك القيام به 6 ساعات حقيقية وقمت بتخصيص وقت له 12 ساعة , فانت سوف تملأ الوقت الإضافي ( وهو 6 ساعات ) بكل ماهو مشتت وملهي .

بينما عندما تخصص الوقت اللازم الطبيعي الحقيقي لانجاز المهمة سوف ترتفع نسبة تركيزك لتتمكن من اتمام العمل .

2-اعتني بالمكان من حولك الذي خصصته للعمل أو الدراسة :

قد تجد الأمر غريب نوعا ما , ولكن دعني أخبرك بأن بيئة الدراسة أو العمل التي تحيط بك لها أثر كبير في تحسين أدائك وتركيزك وتقليل التوتر والاجهاد , فجميع المصادر تبين أنه كلما كنت مرتاحا في غرفتك أو مكتبك كان معدل أداؤك أفضل .

ويتم وذلك بعدة طرق منها الحفاظ على مكان الدراسة أو العمل بشكل مرتب ونظيف , جعل البيئة المحيطة بمكتب العمل ممتعة وبعيدة عن الكآبة وتحوي إضافات وبعض الصور والأشياء المحبوبة والملهمة .

استخدم بعض الألون والنباتات لأن الألوان تلعب دورا مهما في تحديد انتاجيتك , والنباتات تضفي حيوية ولو بشكل بسيط في مكان العمل وتحسن من المزاج والاداء .

واحرص على استخدام إنارة طبيعية واذا لم تتوفر إنارة طبيعية من الخارج يمكنك استخدام مصابيح تمتلك تأثيرا الاضائة الطبيعية نفسه .

3-أطفئ جميع التنبيهات :

يجب عليك ذلك لأنه من الصعب مقاومة التنبيهات التي تصلنا ع أجهزتنا سواء من البريد الالكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي أو من هواتفنا النقالة سواء ( مكالمات , رسائل , منبهات ,,, الخ )

فكما قلنا في المقدمة بالرغم من أن هذه التنبيهات لن يستغرف تفقدها أكثر من دقائق , إلا أنها في النهاية تؤدي إلى تراجع الأداء بشكل كبير .

ولكن بشكل بسيط تستطيع أن تخصص بعض الوقت لتفقد ورؤية كل ما يصل من رسائل وتنبيهات أثناء الاستراحات المتقطعة , قبل ابعادها عنك والعودة إلى الدراسة أو العمل .

4-ابتعد عن تعدد المهام بنفس الوقت :

” إذا قمت بمطاردة أرنبين فلن تحصل على أي منهما ” , قد يظن بعض الناس أن القيام بمهام متعددة بنفس الوقت تزيد من عمليات الكفاءة والانتاج والأداء , إلا أن هذا الاعتقاد قد يكون خاطئ بمعظم الاحيان . فإن تشتيت الدماغ بأكثر من مهمة أو عمل بنفس الوقت يقلل بشكل كبير من التركيز والانتاجية .

5-اهتم بصحتك وتغذيتك :

إن اتباع نظام حياة صحي وممارسة التمارين الرياضية باستمرار والحصول على كميات كافية من الراحة والنوم .
الاستراحات المتقطعة التي ذركناها في بداية المقال مهمة جدا لزيادة التركيز .
تناول الأطعمة الصحية واتباع نظام غذائي متوازن .
كل هذه الأنظمة تساعد على زيادة كمية الأوكسجين المتدفقة للدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض تؤثر على الذاكرة والتركيز وتقلل الاصابة بالاكتئاب الذي هو أحد أهم اسباب ضعف التركيز والانتباه التي تواجه الطلاب على سبيل المثال .

6-اسأل نفسك في كل لحظة عما تفعله , هل هذا ضروري ؟

هذا السؤال هو احد تساؤلات الفيلسوف الروماني ( ماركوس أوريليوس ) , ولتفادي كل ماهو غير ضروري وملهي ومشتت للتركيز حدد بعض المهام الرئيسية التي يجب عليك اتمامها خلال النهار كما شرحنا سابقا .

امنح أولوية الأعمال للأمور المستعجلة وهنا تكمن أهمية وضع قائمة بالأمور التي يجب عليك القيام بها .

ولكن لا يوجد مانع من وضع قائمة أيضا بالأمور الأقل أهمية لتنفيذها بعد إتمام الأولويات .

7-أهمية العلاقات الاجتماعية واختيار الأصدقاء بحكمة وتأثيرها في الحفاظ على التركيز و الابتعاد عن التسويف :

قد يغفل البعض في التنويه عن هذه الفكرة ,ولكن دعني أشرح لك ذلك بشكل بسيط , في علم النفس يوجد نوع من أنواع التأثير الاجتماعي يمسى بـ ( العدوى السلوكية ) , وهي بشكل مختصر عبارة عن تقليد أحد ما لسلوك آخر جراء مشاهدة هذا السلوك أو السماع به بشكل مستمر .

وتكمن الفكرة الهامة في أن هذه الممارسات التي اكتسبناها بتأثير العدوى السلوكية تكون لا إرادية في اغلب الأحيان .

وهذا ما يقودنا إلى أهمية جعل علاقاتنا الاجتماعية و اختيار أصدقائنا ممن يحافظون على تركيزهم ومهتمين بتطوير أدائهم وإنتاجهم في أغلب .

وسنلاحظ بعد فترة أن هذه التصرفات ستؤثر فينا بشكل أو بآخر مما يجعلنا من الشخصيات التي تحافظ على تركيزها وتبتعد تلقائيا عن المليهات والتسويف والمماطلة .

في نهاية هذا المقال عزيزي القارئ يجب ان نتذكر أن فهم أسباب التسويف والملهيات هو مايساعدنا في الابتعاد عنها . فكلنا نعرف أن إلغاء الملهيات ومشتتات التركيز واجتزائها من حياتنا هو امر مستحيل , وكل ماذكرناه سابقا يساعدك على السيطرة عليها والحد من تأثيرها على حياتك وسلوكك .